منتديات مروج روان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى ثقافي وتعليمي هادف
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أهداف العدوان ال‘سرائيلي على غزة .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
lolo
مشرف
مشرف
lolo


عدد الرسائل : 49
تاريخ التسجيل : 29/12/2008

أهداف العدوان ال‘سرائيلي على غزة . Empty
مُساهمةموضوع: أهداف العدوان ال‘سرائيلي على غزة .   أهداف العدوان ال‘سرائيلي على غزة . Emptyالإثنين يناير 26, 2009 10:51 pm

العدوان الإسرائيلي البشع علي قطاع غزة‏,‏ والذي بدأ الأربعاء‏27‏ فبراير وقتل أطفالا رضع ومدنيين أبرياء‏,‏ ليس إلا حلقة في سلسلة متصلة من الاعتداءات الإسرائيلية علي فلسطين الشعب والأرض منذ النكبة في عام‏48‏ وحتي الآن‏.‏ فسياسة العدوان هي سياسة اسرائيلية دائمة ومتواصلة‏.‏ ولكن ليس معني ذلك أن هذا العدوان الأخير علي قطاع غزة قد وقع من دون إطار استراتيجي خاص به يحكمه من المنظور الاسرائيلي‏.‏ ومن ناحية أخري فإن تعامل حركة حماس مع هذا العدوان قام علي استراتيجية وأهداف ذات خصوصية‏.‏


فعلي الجانب الإسرائيلي‏,‏ استغلت الصواريخ التي تطلقها حماس وأحيانا الجهاد علي مدن الجنوب الاسرائيلي ذريعة لتبرير العدوان الاسرائيلي الذي وصفه نائب رئيس الأركان الاسرائيلي ذاته بالمحرقة‏.‏ هذه الصواريخ ذات مدي قصير وليس بها نظام توجيه دقيق يكفل لها إصابة أهدافها بشكل دقيق ومؤثر‏,‏ ومع ذلك فإن إسرائيل توظف آلاتها الدعائية الرهيبة في تصوير الأمر كما لو كان تهديدا خطيرا لأمن إسرائيل الوطني‏.

ورغم أن إسرائيل أعلنت أن أحد أهدافها من وراء هذا العدوان هو تحقيق تخفيض جوهري في عدد الصواريخ الفلسطينية التي تستهدف مدينتي سديروت وعسقلان‏,‏ فإنني لا أظن أن ذلك يمثل الهدف الحقيقي من وراء هذا العدوان‏,‏ إذ إن تلك الصواريخ لا تحدث إلا خسائر بشرية طفيفة للغاية ولا تحدث دمارا اقتصاديا أو اجتماعيا حقيقيا‏.‏ قد يكون لها بعض من أثر نفسي محدود‏,‏ وقد تخشي إسرائيل من تطوير الفلسطينيين لمدي تلك الصواريخ أو لتطوير أنظمة توجيه تتمتع بقدر من الدقة أو لزيادة قوة نيرانها بما يمكنها من الوصول إلي أهداف إسرائيلية حيوية في المستقبل‏.

‏ولكن هذه الظنون الإسرائيلية مبالغ فيها أو هي غير حقيقية بالنظر إلي القدرات العسكرية البدائية التي تتوافر لدي حماس وبخاصة في مجال الصواريخ‏.‏ وخلاصة هذه النقطة‏,‏ أن موضوع صواريخ حماس ليس أكثر من مسألة سياسية تستخدم وتوظف من جانب اسرائيل وحماس لتحقيق أهداف سياسية متباينة لكل من طرفي الصراع‏,‏ فحماس بإطلاقها لهذه الصواريخ بأعداد متزايدة تريد أن تعزز رصيدها السياسي لدي الشعب الفلسطيني وتقدم نفسها علي أنها حركة المقاومة الرئيسية التي تستطيع مواجهة إسرائيل‏,‏ ومن الناحية الأخري فإن إسرائيل تدرك محدودية الأثر العسكري لصواريخ حماس ولكنها توظفها لتحقيق أهداف سياسية استراتيجية‏.‏

هذه الأهداف‏,‏ يتمثل في تعزيز صورة حماس التي نسجتها آلة السياسة والدعاية الإسرائيلية كمنظمة ارهابية‏,‏ والترويج لهذه الصورة بقوة وفاعلية واستمرارية داخل إسرائيل وفي الولايات المتحدة و أوروبا‏,‏ بل وربما في العالم أجمع‏,‏ ومن ثم‏,‏ تبرير كل عدوان تقوم به الآلة العسكرية الاسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني بسقوط بضعة صواريخ علي مدن إسرائيلية‏.‏

ورغم أن إسرائيل لا تقصر عدوانها علي قطاع غزة‏,‏ بل تقتل وتعتقل وتشرد فلسطينيين في الضفة الغربية ـ كما حدث يوم الثلاثاء الماضي حينما اعتقلت‏16‏ مواطنا فلسطينيا في بيت لحم والخليل ورام الله ونابلس وجنين في الضفة الغربية ـ ولكن حجم ونطاق وقسوة العدوان الإسرائيلي الأخير علي قطاع غزة يجعله مختلفا اختلافا نوعيا عن العدوان علي قطاع غزة‏,‏ والهدف الاستراتيجي من وراء ذلك هو ضرب البنية التحتية لحركة حماس واستهداف نشطائها وضرب علاقتها بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة بحيث تخسر قاعدتها السياسية وتفقد شرعيتها وتهمش وينتهي نفوذها‏.‏

ويرتبط بذلك هدف آخر هو تعميق القطيعة بين حماس وفتح والوصول بها إلي نقطة اللاعودة‏,‏ وذلك باستثمار سياسي إسرائيلي وأمريكي للمواقف التي يعلنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ردا علي العدوان الإسرائيلي الأخير‏.‏وفي هذا السياق يشار إلي تصريحات عباس عقب محادثاته مع رايس بشأن ضرورة‏'‏ إيقاف العنف وتثبيت تهدئة شاملة ومتزامنة في غزة والضفة الغربية لتحقيق هدف جعل‏2008‏ عام السلام‏,‏ ومطالبته حماس بالتوقف عن إطلاق الصواريخ‏,‏ وإسرائيل بالتوقف عن كل هجماتها في غزة والضفة الغربية‏,‏ ثم يفك الحصار عن الشعب الفلسطيني وتفتح المعابر حتي يعيش الشعب الفلسطيني حياة طبيعية ولا يسير وراء مزايدات حماس‏',‏ فقد رفضت حماس هذه التصريحات ونددت بمساواة الرئيس الفلسطيني المقاومة بالعنف‏,‏ وانتقدت ترتيبه لعناصر الحل المتصور من جانبه والقاضي بأن يتم فك الحصار وفتح المعابر بعد توقف العنف من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي‏.‏

وردت علي العرض الذي كان قد قدمه الرئيس عباس أثناء الأزمة باستعداده لبذل الجهد لدي الطرفين من أجل إيقاف العنف علي أنه مبادرة للتوسط فيما بين حماس‏'‏ حركة المقاومة‏'‏ وإسرائيل‏'‏ المعتدي الغاصب‏'.‏ بل وصل الخلاف بين الطرفين الفلسطينيين إلي حد اتهام عناصر من مسئولي حماس للرئيس الفلسطيني بأنه يريد العودة إلي قطاع غزة علي ظهر دبابة أمريكية‏.‏ صحيح أن الخلاف بين حماس وفتح لم تنشئه إسرائيل وأنه قائم فيما بين الحركتين علي أسس متعددة أيديولوجية وسياسية واسراتيجية‏.‏
وصحيح أيضاأن الحركتين والأطراف العربية التي توسطت بينهما لم ينتهجوا سبيل التفاوض السياسي العملي الجاد في معالجة تلك الخلافات‏.‏ ولكن الصحيح أيضا أن إسرائيل تقوم بتوظيف كل آلاتها السياسية والاستخباراتية والعسكرية لزيادة حدة الخلاف وتوسيع فجوة الصراع والوصول بها إلي نقطة اللاعودة فيما بين أكبر فصيلين فلسطينيين وعلي نحو يمثل تهديدا خطيرا لمستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته‏.‏

وهناك هدف سياسي استراتيجي ثالث من وراء العدوان الاسرائيلي الأخير علي قطاع غزة‏,‏ وهو هدف يتعلق بالعمل علي استهلاك الوقت وإضاعته من خلال سلسلة لا نهائية من الأزمات التي تترتب علي أعمال عدوان اسرائيلية متصلة علي الشعب الفلسطيني في غزة حتي ينشغل الجميع بعلاج هذه الأزمات وآثارها أو وضع نهاية لها‏,‏ فتستهلك الطاقات والقدرات في ذلك الاتجاه ولا يبقي منها ما يمكن أن يعطي قوة دفع‏'‏ لمباحثات التسوية الفلسطينية الاسرائيلية‏',‏ ذلك أن إسرائيل لا تريد أن تصل تلك المباحثات إلي نتيجة إيجابية مع نهاية عام‏2008‏ كما أعلنت الإدارة الأمريكية غير مرة‏.‏
وربما يكون هناك تصور إسرائيلي أمريكي مشترك بأن مثل ذلك العدوان الإسرائيلي المتصل علي قطاع غزة باستنزافه لطاقات وقدرات الشعب الفلسطيني وتعميقه للصراع بين حماس وفتح وإشغالهما عن النضال المشترك ضد إسرائيل بنضال منفرد من جانب كل منهما من أجل سلطة واهية واهنة لا يمكن أن تتحقق قبل نجاح واكتمال مهمة تحرير الأرض‏,‏ وهو ما يضعف أكثر فأكثر الجانب الفلسطيني ويوجد حالة من توازن الضعف الفلسطيني‏_‏ الفلسطيني بين فرقاء فتح وحماس‏,‏ ويكرس الخلل الفظيع الراهن في توازن القوي مع الطرف الإسرائيلي بما قد يمكن هذا الأخير‏,‏ بمعاونة أمريكية‏,‏ من فرض تسوية مختلة تقوم علي فكرة دولة فلسطينية مؤقتة‏,‏ تتحول مع الوقت إلي دائمة تخترقها المستعمرات الإسرائيلية وتمزق وحدتها الإقليمية وتجعلها كيانا مشوها غير قابل للاستمرار والحياة‏,‏ وهو ما يتفق مع ما جاء في المرحلتين الأولي والثانية من خطة خريطة الطريق من دون دخول مرحلتها الثالثة التي تقوم علي دولة فلسطينية مستقلة قابلة للحياة‏,‏

ولذلك فإن الفلسطينيين والعرب في حاجة إلي مزيد من الحذر واليقظة في التعامل مع مثل هذه المخططات الإسرائيلية المسنودة أمريكيا‏,‏ وتلك قصة أخري تستحق التأمل فيها في مناسبة قادمة‏.‏

نقلا عن صحيفة "الأهرام" المصرية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهداف العدوان ال‘سرائيلي على غزة .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات مروج روان :: المنتدى السياسي والثقافي-
انتقل الى: